الثلاثاء، 18 دجنبر 2012

الانفراج الحقوقي بالمغرب.. (ماذا بعد الإفراج عن الدفعة الأولى من المعتقلين السياسيين؟)


الصورة لأبناء وزوجة عبد القادر بلعيرج


بعد صمت طويل أنشر هذا التصريح حول موضوع تم السكوت عنه منذ بدأ الربيع العربي و "التحولات السياسية" إذا صح القول، التي عرفها المغرب من دستور عادل، وحكومة ديمقراطية، ووعود بالتغيير ....
قضية ، ليست بالمجهولة ولا القديمة حيث برزت على أولى صفحات الجرائد لمدة طويلة قبل أن تستنزف نجوميتها من دون اتخاذ أي موقف حاسم وجاد من لدن أي طرف، ومرت موسمية كباقي عناوين جرائدنا.
منذ صدور الأحكام في الملف تهافتت المنظمات الحقوقية العالمية والمحلية في دراسة هذه القضية (منها : human right watch، منتدى الكرامة" برئاسة مصطفى الرميد، المنظمة المغربية لحقوق الإنسان، الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، حركة مواطنون ...) لتثبت براءة غالب المتورطين، وكذا محاكم بلجيكا التي جردت المدان الأول "بلعيرج" من التهم الموجهة إليه، ليظل القضاء المغربي متشبثا بحكمه بتورط عدد كبير من الأبرياء.
إذا قمنا بتتبع بسيط للأحداث منذ البداية فإنه يتبين بوضوح وجود ثغرات وشبهات في كل المراحل منذ الإدانة وإلى يومنا هذا. في العام الماضي تم إطلاق سراح "مصطفى المعتصم"، "محمد المرواني"، "العبادلة ماء العينين"، "الركالة" و "السريتي"
وبقي إلى يومنا هذا 22 معتقلا في نفس الملف وراء القضبان. سؤال بسيط : كيف يعقل في نفس الملف وباتهامات متعلقة ببعضها داخل ما سموه : خلية بلعيرج، أن يفرج عن البعض ويبقى آخرون.
بعد الاعتقال والمحاكمة في قضية بلعيرج تدخل مجموعة من المحامين للدفاع في هذا الملف ليتم الحديث عن "معتقلين سياسيين" و"معتقلي ملف بلعيرج". هذا النص الثاني الذي جمع 5 معتقلين بتفضيل عن الآخرين (المعتصم، المرواني، ماء العينين، الركالة، السريتي) ليتم لاحقا الحديث عنهم كوجوه مظلومة والعفو عنهم . وبقي الأعضاء المستقطبين إلى الحركة منهم والدي دون أن يلتفت إليهم لا الإعلان ولا من كان سببا في إدانتهم. حتى بالنسبة للرأي العام فإن الملف قد حل وتم الإفراغ عن جميع المعتقلين ما عدى "بلعيرج" وهذا ظلم حقيقي في حق الآخرين.
خلق الربيع العربي نوعا من النهوض الفكري وولد طاقة تكلم بها جميع الأطراف المظلومة عن حقوقهم لكن كما وسبقت الإشارة فقد تم العفو عن بعض الوجوه البارزة فقط، وخيبت بذلك آمالنا في التغيير الجدري الذي كان من المفترض أي يأتي به الدستور داخل الحكومة، وكما قال الأمير مولاي هشام في تصريح له : ... إن الدستور الجديد الذي اعتمده المغرب كان يمكن أن يؤدي إلى انتقال ديمقراطي حقيقي لكن لم يؤد سوى إلى التعايش.
بعد ذلك استفاد حزب العدالة والتنمية من تهيج الأوضاع ليغرقنا بالوعود والخطابات المثالية، قبل التربع على مناصب الحكم كان كل من سعد الدين العثماني ومصطفى الرميد أول مساند للقضية هذا وبصرف النظر عن كون العديد من أعضاء الحزب أصدقاء لأعضاء حركة الاختيار الإسلامي ومنهم والدي.
أول من يذكر في هذا النطاق هو وزير العدل مصطفى الرميد الذي كان يترأس :منتدى الكرامة" وهي منظمة حقوقية تبنت الدفاع عن معتقلي ملف بلعيرج، وكان الرميد أيضا أحد المحامين المكلفين بالدفاع عن الملف. فمن المنتظر من أي شخص ذو منصب حكومي وله دخل في اتخاذ القرارات أن يسمو بفكره ويكون له خطاب أكثر موضوعية وبراكماتية، إلا أن الرميد وعندما سئل مؤخرا عن تلك القضايا التي كان يدافع عنها له وللأسف جواب بمستوى لا يتناسب البتة مع موضعه وانحط به إلى الشعبوية، إذ قال : " حنا درنا ليهم شوية البروك
كما يؤسفني تذكر حضور رئيس الحكومة جلسات المحاكمة آنذاك، وكذا سعد الدين العثماني الذي حضر بعض الوقفات التي أقمناها مساندة لباقي المعتقلين، وكذا العديد من أعضاء الحزب.
الآن وبعد مرور 5 سنوات من النسيان وسط السجون، حان الوقت للمطالبة بالمساواة بين من استفاد من العفو  وبين باقي معتقلي قضية بلعيرج. وهذه رسالة أوجهها إلى من تصرفوا بأخوة ومروءة ولم يتكلموا أبدا بعد خروجهم عن من لا زالوا ظلما وراء القضبان .  

        
"عبد المنعم بنوح" ابن "عبد الصمد بنوح" أحد أهم المتهمين في ملف بلعيرج



الاثنين، 17 دجنبر 2012

استقالة السيدة أم آدم المجاطي

توصلت ببيان الاستقالة هذا، من السيدة أم آدم المجاطي هذا الصباح وأنشره كما وردني 






بسم الله الرحمن الرحيم

كسر جدار الصمت ... لماذا آن الأوان لنشر استقالتي ؟
أم الشهيد بإذن الله ءادم كريم المجاطي



الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده

أخيرا ... آن الأوان لنشر استقالتي تبرئة لذمتي أمام الله سبحانه و تعالى ثم أمام أبنائي و إخواني المعتقلين الذين شرفني الله عز و جل بحمل همومهم و خدمتهم والنضال من أجل إطلاق سراحهم و حفظ كرامتهم و لم يكن لي آنذاك زوج أو أخ أو ابن وراء قضبان الظلم و الظلام في عز ما أسميه "بالصقيع العربي" أي سنوات قبل أن تهب نسائم الربيع العربي على المنطقة و قبل ظهور الإخوة المعتقلين السابقين على الساحة.
و أخيرا ... آن الأوان لنشر استقالتي ليعلم الجميع أنني لا أتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأمور في اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين لأنني بكل بساطة استقلت منها بصفة رسمية و فعلية منذ 5 مارس 2012 أي منذ تسعة أشهر.
لكن لماذا يا ترى آثرت أن تبقى استقالتي طي الكتمان كل هذه المدة ؟
فبعد استخارة و استشارة قررت عدم الإعلان عن استقالتي و الاكتفاء بإرسالها لأعضاء اللجنة المشتركة و ذلك لمصلحة قضية المعتقلين و عدم التشويش عليها خصوصا أن أبنائي و إخواني الأسرى كانوا مقبلين على موجة نضالية غير مسبوقة من الإضرابات عن الطعام في سجني تولال 2 و سلا 2 بعد أن عانوا من عقوبة جائرة لأكثر من سنة ظلما و عدوانا.
كما أني كنت حريصة على ألا يقال أن هناك انشقاقات داخل اللجنة المشتركة حفاظا على وحدة الصف رغم أنه كان بإمكاني حل اللجنة المشتركة المكونة من تنسيقية الحقيقة للدفاع عن معتقلي الرأي و العقيدة و تنسيقية المعتقلين السابقين لأجل استرداد تنسيقية الحقيقة التي تم تأسيسها إبان أحداث 9 أكتوبر الأسود المروعة من سنة 20َ10. هذه التنسيقية المباركة كنت بفضل الله ثم بفضل الأستاذ محمد حقيقي سببا في تأسيسها. و تجدر الإشارة إلى من كان لهن الشرف و السبق إلى وضع أول لبنات هذه التنسيقية بكل شجاعة و شهامة هن :
الأخت الزوهرة صحيف أم الأخوين زارلي,
و الأخت مليكة صبري أم الأخ فرقي,
و الأخت الزاهية شكيك أم الأخ البصاري,
و الأخت سناء حضري زوجة الأخ رشيد العروسي.
و بعد ذلك التحقت بنا الأخت حسناء مساعد زوجة الأخ ياسين بونجرة التي لا يفوتني أن أنوه بموقفها الشجاع حيث أعطت اسمها و عملت بكل جد و تفان رغم الظروف الصعبة التي كانت تعاني منها.
كما لا ننسى أختنا أمينة الإدريسي زوجة الأخ يونس الهزاط التي كان لها فضل كبير من بعد الله عز و جل في دعم تنسيقية الحقيقة خصوصا على المستوى الإعلامي.
هؤلاء الأخوات الفضليات الواحدة منهن بمائة رجل، حيث تحملن عبء مسؤولية جسيمة، في الوقت الذي أحجم جميع الرجال، إلا أن بعضهم قام بإطلالة خفيفة علينا في طور التأسيس و لم نرهم إلا بعد أن هبت نسائم الربيع العربي.
و أكرر ... آن الأوان لأعلن عن استقالتي نظرا لوقوع مشاكل و صراعات داخل ما يسمى بالصف،ابتدأت بتجاهل قضيتي كأسيرة سابقة أم معتقل سابق و زوجة معتقل حالي.على سبيل المثال عدم نشر حرف واحد حين تم اعتقالي و استنطاقي مرتين من طرف المخابرات و عدم نشر اللجنة المشتركة لتقرير طويل في الموضوع أعددته بنفسي. أيضا لم تنشر كلمة واحدة حين اتهمتني إحدى الجرائد الصفراء بأنني متزوجة بثلاث أزواج في نفس الوقت. بعد ذلك تم خذلاني في عدة قضايا منها على سبيل المثال :
ــ قضية ابني إلياس أصغر معتقل سابق,
ــ قضية تسلم و دفن أو على الأقل معرفة مكان دفن جثماني زوجي و ابني الشهيدين بإذن الله كريم و ءادم المجاطي تقبلهما الله,
ــ قضية منعي من توثيق زواجي من الأسير المظلوم مولاي عمر العمراني هادي و منعي من زيارته رغم توفري على ثلاث رخص لوكلاء الملك و وعدين صريحين من بنهاشم أمام الشهود و منهم الأستاذ محمد حقيقي ,
و في النهاية تم إقصائي ثم محاربتي بشكل فج ومتدني وهابط.
بلغ الصراع ذروته بعد الإفراج عن الشيوخ حيث تحول إلى حرب قذرة غايتها التشويه الممنهج لسمعتي لإسقاطي في أعين الناس.

ولوضع حد لهذه المشاكل و إنهاء هذا الصراع آثرت أن أستقيل و أترك اللجنة حفاظا على وحدة الصف و أيضا حفاظا على استمرارية النضال من أجل قضية عادلة تستحق التضحية ألا و هي قضية "فك العاني".
تنازلت و انسحبت في صمت على غرار ما رواه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه حيث روى:

أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ ذكر كلاما، وفيه أنه عليه السلام، قال: {كَانَتِ امْرَأَتَانِ مَعَهُمَا ابْنَاهُمَا جَاءَ الذِّئْبُ فَذَهَبَ بِابْنِ إِحْدَاهُمَا، فَقَالَتْ صَاحِبَتُهَا: إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ، وَقَالَتِ الْأُخْرَى: إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ فَتَحَاكَمَتَا إِلَى دَاوُدَ فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى فَخَرَجَتَا عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ فَأَخْبَرَتَاهُ فَقَالَ: ائْتُونِي بِالسِّكِّينِ أَشُقُّهُ بَيْنَهُمَا فَقَالَتِ الصُّغْرَى: لَا تَفْعَلْ يَرْحَمُكَ اللَّهُ هُوَ ابْنُهَا فَقَضَى بِهِ لِلصُّغْرَى,
هنا أتساءل يا أعضاء اللجنة المشتركة الموقرة : ألم يكفكم أنني تركت لكم تنسيقية الحقيقية التي كلفني تأسيسها جهدا و عناء و سهرا و حربا ضروسا مع من كان يحاول طمس القضية و تحريف مسارها ... فرغم قلتنا و ضعفنا و قلة إمكانياتنا و تكالب الأعداء علينا، منّ الله علينا بالعزيمة و الإرادة ووفقنا الله سبحانه و تعالى للثبات و الصمود، و ذلك بالتمسك بحبله المتين لخدمة و تنفيذ قرارات إخواني و أبنائي الأسرى، بكل صدق و إخلاص و أمانة، وفي انسجام و تناغم و تفاهم مما كان من أول ثماره فك الحصار عن أسرانا ضحايا 9 أكتوبر الأسود في سجن القنيطرة و اتفاق 25 مارس2011. تركت لكم اللجنة وما فيها... حتى الصفحة لا أزاحمكم فيها رغم ما يكال لي فيها من الشتائم و الهمز و اللمز المباشر و غير المباشر، بطريقة سوقية لا علاقة لها بأخلاق المسلمين....؟
ما هذه الغلظة على امرأة في سن أمهاتكم؟
امرأة ابتليت في سبيل الله بشتى أنواع الابتلاء و لله الحمد.
ألم يكفكم مقتل الزوج و الولد أسأل الله جل في علاه أن يتقبلهما في عداد الشهداء ؟
ألم يكفكم استمرار الدولة في اعتقال جثماني زوجي و ابني الشهيدين كريم و ءادم المجاطي ؟
ألم يكفكم أسري وأسر ابني ؟
ألم يكفكم أسر زوجي و حرماني حتى من زيارته ؟
ألم يكفكم حصاري من طرف المخابرات و ملاحقتهم لي الفجة على مدار الساعة منذ ثمان سنوات ؟
ألم يكفكم كل هذا؟ فجرد بعض رؤوس لجنتكم سيوفهم وصوبوا سهامهم الطائشة صوب عرضي و شخصي ظلما و عدوانا، و تركتم بن هاشم و جلاديه يسرحون و يمرحون مطمئنين ... كرامتهم محفوظة و حقوقهم مصونة و اشتغلتم بنا حتى أصبح منكم من يواظب على قيام الليل عاكفا على السب و الشتم ليشفي غليله و العياذ بالله إلى مطلع الفجر، قائما بالكلام البذيئ يكيله لأم ءادم المجاطي المعتقلة السابقة زوجة المعتقل الحالي عمر العمراني و لابنها إلياس المجاطي المعتقل السابق الذي أمضى تسعة أشهر في المعتقل السري بتمارة و هو طفل عمره 10 سنوات و خرج بعاهات نفسية و جسدية أصبحتم تعيرونه بتناول العقاقير الخاصة بأمراض الأعصاب. تعيرون إلياس بأمراضه النفسية التي لا يد له فيها فهو ورثها من التعذيب الذي مارسته عليه الديموقراطية الأمريكية و حلفاؤها العرب... تستهزئون منه و تجتمعون على هذا أحيانا جماعة من "الإخوة الأفاضل" كما يسميكم مشرف الصفحة . و الأدهى و الأمر أن كل من سولت له نفسه الدفاع عنا ، يكون مصيره الحذف و الطرد من جنة اللجنة، و تصيبه اللعنة، فيطاله ما يطالنا و ينال نصيبه الموفور مما يصيبنا على أيدي "إخواننا الأفاضل" أحيانا بأسماء مستعارة و أخرى بمعرفاتهم الحقيقية حتى ساءت حالة إلياس النفسية فتكررت زياراته لطبيبه الأستاذ بطاس الذي وقف على حجم المعاناة و حجم الدمار النفسي عند إلياس بسبب استهتار بعض الإخوة هدانا الله و إياهم ضاربين بعرض الحائط كل القيم الدينية و الأخلاقية و الإنسانية لمعتقل سابق ذاق مرارة السجون السرية الأمريكية و التعذيب النفسي و الجسدي منذ نعومة أظافره. ألستم أباء و بينكم أم و لكم أطفال يمكن أن تبتلوا فيهم كما ابتليت في إلياس ؟ أسأل الله أن يحفظ ذريتكم و ذرية المسلمين ؟
أليس حري بكم أن تنفقوا هذا الوقت و هذا الجهد في عبادة الله سبحانه و تعالى و إقامة دينه و نصرة قضايا المسلمين الذين استبيحت مقدساتهم و دماؤهم و أعراضهم و خيراتهم ...

أليس حري بكم أن تنفقوا هذا الوقت الذي تنفقونه في السب و الشتم و المراء و الجدال في نصرة الأسرى المستضعفين القابعين خلف أسوار الظلم ينتظرون الفرج من الله و تهفوا قلوبهم إلى معانقة الحرية و استنشاق عبير العزة و الكرامة التي ذبحتها دولة الحق و القانون التي سلمت من ألسنتكم الحداد الأشحة على الخير التي سلقتمونا بها نحن أخوانكم ؟ بلغ الإحباط و اليأس منكم بسبب خذلانكم لقضية أسرانا الذين انشغلتم عنهم بالملاسنات على صفحة الفايسبوك للحصول على بعض حقوقهم إلى قطع شرايينهم كالأخ يحيا الهندي و شنق أنفسهم كالأخ محمد مهيم و شرب المواد السامة كالأخ حمو حساني و الأمثلة كثيرة إلى درجة أننا فقدنا أخانا أحمد بن ميلود رحمه الله الذي مات إثر إضراب عن الطعام و الماء جاوز 70 يوما في تجاهل غريب و مريب و الله المستعان.
أليس حري بكم أن توفروا جهدكم و طاقاتكم للوقوف في وجه قطاع الطرق و سماسرة الحقائب الوزارية و المقاعد البرلمانية ... الذين يريدون وأد حقوق إخوانكم الأسرى عن طريق إجبارهم على مراجعات فكرية تنسف قواعد الدين و لها مفعول سحري يعجب منه سحرة فرعون تقلب الظالم مظلوما و المظلوم ظالما و تحيل الجلاد ضحية و الضحية جلادا. و في حالة إطلاق سراح الأسرى و طي هذا الملف ـ المزعج ــ الذي أصبح يشكل وصمة عار على جبين دولة الحق و القانون و عبئا على كاهلها في ظل سقوط الطغاة ــ تخرج الدولة الظالمة منتصرة و يخرج الأسرى المظلومون مذؤومين مدحورين و العياذ بالله.
آن الأوان لأعلن استقالتي و أنا في كامل قواي العقلية ... نظرا للمستوى الساقط لبعض رؤوس اللجنة و أعضائها, هدانا الله و إياهم, الذين سلوا أقلامهم و ألسنتهم على أعراض الأسرى الحاليين و السابقين على صفحة يمكن أن نعتبرها وقفا لأنها أنشئت أصلا للتعريف بقضية عادلة و نبيلة و لتكون واجهة مشرفة و مشرقة تحصد تعاطف الناس عبر العالم فإذا بها أصبحت مرتعا للجدال و المراء و السب و الشتم و التحقير و التشهير و الهمز واللمز و الزبونية و المحسوبية و الله المستعان. أصبحنا نحن المعتقلون السابقون و الحاليون أعراضنا مستباحة و كرامتنا مهانة لا يرقبون فينا إلا و لا ذمة و لا يقيمون اعتبارا لا لكبير و لا صغير و لا امرأة و لا أسير. و أصبحت الصفحة الرسمية للجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين حلبة لتصفية الحسابات و نشر الغسيل و الكلام الساقط و الحذف و الإقصاء. فلم يعد يتسع صدرها حتى لبيانات الأسارى و لا تصيخ سمعها لأنّات الثكالى و الأرامل و اليتامى بل أصبحت سيفا مسلولا على رقابنا، وهما و غما جديدا في حياتنا لدرجة أنهم أصبحوا فاكهة مجالس المتربصين من علمانيين وأشباههم، و فضائحهم على الصفحات الأولى للجرائد الصفراء التي تديرها أياد خفية لا تخفى على الذي يعلم السر و أخفى، ثم لا تخفى على كل ذي لب، و الحمد لله الذي عافاني من الخوض في هذه الأمور رغم أنني كنت ضحيتها الأولى و عند الله تجتمع الخصوم. و كل من أنكر المنكر يطرد من جنة اللجنة و تصيبه اللعنة و يحذف نهائيا و لا يمكنه حتى الاطلاع على محتواها ليبقى الباطل مهيمنا. لكن هيهات هيهات فالحق أبلج و الباطل لجلج و الفجر بإذن الله بازغ لا محالة و إن طال ليل الظلم, فشمس الحقيقة ستذيب أشعتها جليد الشبهات و الإشاعات، إن شاء الله تعالى، ليحي من حي عن بينة و يهلك من هلك عن بينة.
و في الختام أوصي نفسي و إياكم بتقوى الله عز و جل فلن تنفعكم اللجنة يوم لا ينفع مال و لا بنون يوم الحسرة و الندامة هداني الله و إياكم لما يحب و يرضى.
الإثنين 3 صفر 1434 هـ الموافق لـ 17 دجنبر 2012 م.

الخميس، 6 دجنبر 2012