السبت، 20 أكتوبر 2012

تحقيق للمساء عن المقاتلين المغاربة بسوريا قد يجر الجريدة إلى القضاء


عبرت عائلة من وصفته جريدة المساء بالقائد الميداني مع الثوار في سوريا، المغربي عبد العزيز المحدالي عن استيائها العميق مما جاء في تحقيق الصحفي اسماعيل الروحي والذي وصفته بالتحريضي وغير المهني، وفي اتصال لي مع العائلة لم تستبعد إمكانية متابعة الصحفي قضائيا، والتنسيق مع من أساء لهم تحقيق المساء من أجل الرد بشكل جماعي، إلى ذلك توصلت من العائلة ببيان أنشره كما وردني:



بيان استنكاري من عائلة عبد العزيز المحدالي

الرد على التحقيق البوليسي الذي أجرته جريدة المساء


طالعنا ببالغ الأسف ما أسماه الصحفي بجريدة المساء اسماعيل الروحي تحقيقا صحفيا، أجراه عن شبكة تجنيد المغاربة للقتال في سوريا. التحقيق كان من الأفضل أن يسمى تحقيقا أمنيا بوليسيا مخابراتيا أي شيء، إلا أن يسمى تحقيقا صحفيا.
لقد حفل التحقيق البوليسي الذي أنجزه اسماعيل الروحي، بالكذب والاختلاق والتلفيق والتجني والتحريض واللمز والنبز، بالإضافة للمعلومات المخابراتية التي لا يحصل عليها إلا من عنده حظوة لدى الأجهزة المعلومة، إذ كيف لصحفي أن يعرف أن شخصا هاجر لسوريا ثم أصبح قائدا ميدانيا، إلا أن تكون معلومة مخابراتية، أو كذبا مختلقا، بنفس الطريقة التي اختلق بها شخصا آخر وأوجده من عدم وأطلق عليه اسم عبد العزيز الحداد، وقال أنه من حي رأس لوطا ويعمل بسوق بن عمر، والكل يعلم أن لا وجود لأحد بهذا الاسم وهذه المواصفات من رأس لوطا أو بسوق بن عمر، دون الحديث عن أخطاء فادحة لا يقع فيها أي صحفي مبتدئ، كعدم الدقة في الاسم حيث حرف المحدالي إلى المحداني، وكدخول الذاتية وأحكام القيمة وإبداء مواقفه وتعليقاته الشخصية، في ما أسماه تحقيقا صحفيا، ضاربا عرض الحائط بكل قواعد وأصول المهنة.
إن هذا العمل المبتذل والمنحاز والملفق وغير المهني، يضع جريدة المساء كاملة في المحك أمام قرائها ويمس مصداقيتها في العمق، حيث بدأنا نلاحظ تعاطيا مختلفا عما عهدناه منها من قبل، وقد علقنا فقط على ما له علاقة بابننا، وإلا فإن التحقيق حافل بالمؤاخذات والكذب والتهويل والتلفيق، نترك للمعنيين الرد على ما يمسهم فيه.
في الختام نوجه الدعوة من أجل التواصل مع كافة المتضررين من هذا العمل غير الصحفي وغير المهني والذي هو إلى الوشاية والتحريض أقرب، لتدارس كيفية وسبل الرد مجتمعين على هذا العمل الجبان.

الجمعة، 5 أكتوبر 2012

مشاريع التغيير من الرايات الخضر إلى الرايات السود (1)



مصطفى الحسناوي




كنت أفكر في إعداد بحث مستفيض يتناول العنوان أعلاه، بالمتابعة والرصد والتحليل، مستعينا باستقراء أحداث التاريخ، واستنباط الدروس والعبر من تجارب مختلف التوجهات الإسلامية خلال الحقب والأزمنة التي مرت منها التجربة الإسلامية السياسية والعسكرية، تحت رايات ومدارس ورؤى واجتهادات أغنت تراثنا وأثرته. محاولا توقع ما قد يطفو على سطح هذا الصراع والتدافع الذي نعيشه من مشاريع، وما سيتمخض عنه هذا الواقع من قيادات وأفكار وبرامج. لكن نقاشا حول الرايات السود أثير مؤخرا، (خاصة مداخلة كل من الأستاذين الفزازي وعبد الوهاب رفيقي) جعلني أسرع وتيرة إعداد الموضوع، وأتخلى عن نقط ومحاور منه لمناسبة أخرى، وأخرجه إخراجا آخر، وقبل استهلال الموضوع، أود بسط بعض الأسئلة والتوجيهات ذات العلاقة، إسهاما مني في إثراء هذا النقاش، فأقول:
أن الراية هي شعار وعلامة قد تدل على توجه فكري أو ثقافي أو سياسي أو رياضي، لذلك نجد العلم الأمازيغي وأعلام الفرق الرياضية، وأعلام أصحاب التوجهات الشيوعية، وأعلام النقابات والجمعيات الكشفية، وقد تقوم مقام هذه الأعلام شعارات الأحزاب ورموزها، وشعارات الجماعات الإسلامية ورموزها، حيث يتجمع الناس تحتها ويرفعونها إعلانا منهم عن التميز بفكر أو برنامج أو توجه، وغيرها من الأعلام التي يضيق المكان عن عرضها.
في ظل تعدد الأعلام والرايات على الصعيد الإسلامي والعربي والوطني والمحلي، هل رفع راية تدعو لوحدة المسلمين هو من الدعوة إلى التشرذم والانقسام، أم مساهمة في طريق الوحدة والاتحاد؟
ماذا يضير أن يرفع إنسان أو توجه ما علما أو راية، علامة على تميز دعوته واختياراته الفكرية و الفقهية والسياسية والثقافية، طالما أنه لا يخالف شرعا أو قانونا؟
الذي عارض رفع الراية السوداء، هل يعترض على اللون؟ أم على ما هو مكتوب فيها؟ أم على رفع راية أصلا؟ أم على كون الراية إسلامية؟ وماذا لو تم رفع نفس الراية بألوان أخرى؟
الراية السوداء قطعا ليست خاصة بالقاعدة ولا السلفية الجهادية، بل تبناها حزب التحرير وهو أقدم منهما، وتبناها تنظيم التجديد الإسلامي، وهذه تنظيمات سلمية لا تؤمن بالعنف، كما أن راية الجهاد الإسلامي في فلسطين سوداء، وهو تنظيم إسلامي أقرب لمدرسة الإخوان المسلمين، ويصنف ضمن ما يسمى بالمقاومة المشروعة والشريفة، مقابل التنظيمات الجهادية التي تصنف في خانة الإرهاب، وفي حادثة الاستهزاء الأخيرة بالنبي صلى الله عليه وسلم، تم رفع هذه الراية من طرف الشعوب الإسلامية، ومن أناس عاديين في مختلف بقاع الأرض، لما لها من رمزية، حيث إن هذه الراية هي الأقدر على التحدي والمناهضة والمناقضة، لحضارة وثقافة عالمية عنصرية ومعتدية لم تكف أذاها عنا وعن مقدساتنا أبدا، ولا يوجد أي شعار أو رمز له من الدلالة الرمزية والسيميائية في معركة الرموز والشعارات، مثل ما لهذا العلم وهذه الراية، فهو إذن رمز لحضارة وثقافة، ودعوة للتجمع والوحدة، مقابل ثقافة وحضارة أخرى معتدية، ولا يستطيع أي علم أو راية أن يقوم بهذا الدور من الأعلام الوطنية والثقافية والحزبية وغيرها، لأنها معركة أمة بكاملها. وقبل ذلك كانت هذه الراية شعارا للخلافة العباسية، هذا دون الحديث عن راية العقاب التي كان يحملها الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد روى البخاري عن عبد الله بن عباس أنه قال: "كانت راية النبي صلى الله عليه وسلم سوداء". وروى الترمذي عبد الله بن عباس أنه قال: "كانت راية النبي صلى الله عليه وسلم سوداء، ولواؤه أبيض".
هذا العلم الأبيض الذي اعترض عليه أيضا من اعترض، كان علما رسميا معترفا به لدولة أفغانستان لمدة خمس سنوات. من سنة 1996 إلى سنة 2001.
هل كون أن القاعدة عرفت وتميزت بهذه الراية، مدعاة لنبذها والتخلي عنها؟ طيب القاعدة تدعو للجهاد ولتطبيق الشريعة، فهل نحذر من هذه المطالب أيضا بدعوى دفع الشبهة؟ هل نجتنب التحذير من الخرافات و القبورية لأنها دعوة سلفية؟، هل نجتنب لبس القميص القصير لأنه علامة سلفية؟، هل نجتنب إطالة اللحى لأنها سمة سلفية حتى لا يتم تصنيفنا ونجلب على أنفسنا الشبه؟، هل نتجنب الدعوة لقيام خلافة إسلامية لأن العدل والإحسان وحزب التحرير يدعوان إليها؟، هل نترك تلاوة الآية القرآنية "ألا إن حزب الله هم الغالبون"؟، أم نمسحها من القرآن الكريم، لأنها شعار الحزب الشيعي اللبناني؟، هل نفعل ذلك مع آية "إن الله يأمر بالعدل والإحسان"، والآية الكريمة "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت" وهما شعاران لجماعة العدل والإحسان وحركة التوحيد والإصلاح، وهلم جرا...؟
هل كلما تميزت جماعة أو دعوة ما، بفريضة إسلامية أو أحيت سنة مندثرة، وأصبحت علامة عليها، لاهتمامها بها وتركيزها عليها، اجتنبناها دفعا للشبهة؟ إننا إن فعلنا ذلك انسلخنا من كامل إسلامنا.
هناك خلط لست أدري أهو متعمد مقصود أم لا؟ بين أحاديث عودة الرايات السود في المستقبل، وبين وجودها في الماضي، وبين رفعها في الحاضر، وهي مواضيع ومباحث مختلفة، طرحها بهذا الشكل الملتبس، لا يعد من النقاش العلمي، ويطرح علامات استفهام على القصد والغرض من إثارتها بهذا الشكل.
ما علاقة اتخاذ راية سوداء أو بيضاء ورفعها كرمز وشعار؟، ما علاقة ذلك بأحاديث الرايات السود والاستدلال عليه بضعفها؟، إن الأمر أشبه بمن أراد تسمية ابنه بالمهدي، فاحتج عليه محتج بأن الأحاديث في المهدي لا تصح، أو كمن اكتشف أن داعية ومصلحا اسمه المهدي، فذهب يوهن من عزيمته ويفت في عضده ويثنيه عن دعوته، بدليل أن أحاديث المهدي لا تصح، ولا دليل على قيام مصلح يتسمى بالمهدي.
لنفترض أن النصوص الواردة في عودة الرايات السود كلها ضعيفة، رغم أن هناك من ينازع في ذلك، فهل يستفاد من ذلك حرمة رفعها؟
إن اتخاذ الراية هو كاتخاذ الاسم والرمز والشعار، إذ هو يعبر عن تواجد تجمع لأناس يتقاسمون نفس الأفكار، فما العيب في ذلك؟، ولماذا لا ينكر على من اتخذ اسما وشعارا وعلامة من الأحزاب والجماعات، بل قد يقع في هذا الأمر، هذا الذي يستنكر ويعترض نفسه، فتجده يسعى لتأسيس حزب أو جماعة، ويتخذ له اسما أو علامة، ثم ينكر على غيره ذلك؟
أليس التجمع على لا إله إلا الله توحيدا للأمة، وهو لا يقارن بتاتا بغيره من دعوات التجمع والاستقطاب، ولا يشكل أي خطر أو ضرر؟
أكتفي بهذه العينة من الأسئلة، وإن كان لا يزال منها المزيد، لكن أعتقد أنها كافة كأرضية لنقاش يحيط بجميع جوانب المسألة، لمن أراد أن يناقش بجدية، بعيدا عن الفقاعات الإعلامية.
يتبع