الأربعاء، 25 أبريل 2012

فردوس اللقاء وجحيم الفراق



فردوسي المفقود، قمري المنير.
كان لإطلالتك مرة كل شهر، الأثر البليغ في إضاءة الكثير من عتمات حياتي، فكنت أستغل لحظة تهل علي بوجهك الصبوح، لأتزود بما يكفيني من نور ضيائك، آخذ منه مايكفيني لغاية إطلالة مقبلة، أحفظه في قلبي بين جوانحي، فأحس بفؤادي كسراج تتراقص الفراشات من حوله، ويظل كذلك متوهجا، كلما بهت نوره زودته من نورك.
لم تكن ياقمري مصدر نور فقط، بل كنت حدائق غناء ذات بهجة، أستمد منك الإلهام والعطر والنسيم العليل.
كنت فردوسا أتفيء ظلاله وأنعم بهدوءه وسكونه.
كنت بحرا زاخرا باللآلئ والجواهر واليواقيت، لكنك كنت عميقا وغامضا.
بقيت مقيما في هذا النعيم، أسعد بإطلالتك كل شهر، يلتئم فيها شملنا، ونحيي آمالنا، فكان لقاءنا أسعد ما يكون من لقاء، تأخذني النشوة حتى لاأحس بسواك، ولاأرى إلا ضياك.
وفجأة قررت أن تطفئ أنوارك، وتمنع أخبارك، فانتظرتك الشهر والشهرين والحول والحولين.
يالقسوتك، كيف تحبس نورك عن أحبابك وأصحابك، والدجى سواده حالك.
يالقسوتك، كيف تمنع ظلالك، ولهيب الشمس لافح.
أرغبت عنا حتى لم يعد لنا في ضيائك نصيب؟.
كيف انقلب النعيم جحيما وتنكر الحبيب للحبيب؟.
أهو الفراق الذي مابعده لقاء؟ أهو الهجر والبعد والجفاء؟
أأنتظر إطلالتك؟
كلا ...فراقك أهون عندي من انتظار قد يطول، بل الموت أهون منهما معا، لن أحيا إذن هذه الحياة بدونك، الموت أرحم، بعد أن أصبح حالي كما قال الشاعر:
يا من لهذا المريض المدنف العاني        مردد النفس من آن إلى آن
إذا رآى الليل ظن القبر شق له         وظن أنجمه آثار أكفان
ويحسب الصبح باب الموت لاح له      وفوقه الشمس قفل فتحه داني
مطرح الهم في كل الجهات فما       يرى بكل مكان غير أحزان.

0 التعليقات:

إرسال تعليق