Pages - Menu

الأحد، 18 نونبر 2012

فقاعة حب




مجرد فقاعة أخرى كسابقاتها، تبدأ صغيرة ثم تكبر شيئا فشيئا ثم تختفي فجأة وتتلاشى مع أول نسمة هواء. لا أثر، كأن شيئا لم يذكر كأن رسائل لم تسطر، أثر وحيد بقي صامدا شامخا، بقي علامة على ما كان، إنه جرح غائر في قلبي، لون شاحب في وجهي.
فقاعة أخرى تعهدتها بالرعاية، وكانت تكبر أمام ناظري، فرويتها بدمي، معتقدا أنها ستكبر بالحجم الذي ستحتويني، تضمني، تسعني، تسع أحلامي وآمالي، لكنها كبرت ككرة ثلج، لتذوب آخر النهار.
فقاعة صناعتها بيدي ونفخت فيها من روحي، فتخيلتها بلورة سحرية، أنظر من خلالها لمستقبلي أخرج بها من عالمي لأحلق في عوالم أخرى، فقاعة أخرى انفجرت مع أول زفرة ألم وحسرة، أنا لذي اعتقدتها ستداوي كل جراحي وتواسي كل أتراحي.
كانت مجرد فقاعة فارغة، تطير مع كل نسمة هواء وتستجيب لكل نداء، لا يقر لها قرار، تعبت في ملاحقتها وأرهقت نفسي في حراستها، خوفا عليها من التلاشي، أعترف بغبائي، فإلى أي مدى يمكن لإنسان أن يحافظ على فقاعة، أن يصونها ويحميها، إن أمسكها انفجرت وتلاشت، وإن تركها طارت وغابت، لم أنتبه إلى أن عالمنا مليء بتلك الفقاعات التي لا تستحق تضحية ولا اهتماما.
فقاعة لن أنسى لها مزية واحدة، درسا بليغا تعلمته وهو أنه:
 بمقدار صدق الحب يكون الجرح غائرا
وبـِمقدار الجرح يكون الألم كبيرا
وبـِمقدار الألم يكون النفور حقيقيا
وبـِمقدار النفور تكون الكراهيه أبدية
كرهت الفقاعات إلى الأبد.


هناك تعليقان (2):

  1. وتبقى مجرد فقاعة لا أكتر

    ردحذف
  2. و كلما ازداد الاهتمام بهده الفقاعة كلما اصبحت عرضة للانفجار فتتمنى لو اهملتها لتدوم و حتى ان طارت فستتحجج بالاهمال لتكون نار الالم باردة و الجرح سطحي
    "احد زملائك من المعهد ;)"

    ردحذف